في عالم الأعمال، هناك استراتيجية اسمها "المحيط الأزرق"، تنص على أن في العالم لونين للمحيط، أحمر نسبة إلى الخطر والمنافسة الشديدة، حيث يذهب معظم الأشخاص للمنافسة فيها لوجود سوق قائم هناك معروفة أركانه، وأزرق، حيث المنافسة شبه معدومة، والسوق غامض لعدم وجود دراسات عنه، لكن في حال تم خلق الحاجة فيه لدى الناس، سيكون ربحاً هائلاً وسريعاً.
بكلمات أكثر بساطة، المحيط الأزرق هو المنطقة التي لا تقلد فيها الشركات بعضها البعض، فالمنتج يبدو مختلفاً للناس، وفريداً من نوعه، لا يتطلب ذلك منتجاً ثورياً بشكل كامل، بل لمسات تجعله يقفز إلى محيط آخر.
هذا المحيط ليس فقط في عالم الأعمال، بل هو موجود في حياتنا الخاصة، فنحن فعلاً ننسخ بعضنا البعض دون أن نشعر، في العمل، في الرغبات والأحلام، في أسلوب التغريد والمشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي، في التطبيقات التي نستخدمها.
المحيط الأحمر في الحياة الخاصة قوي الجاذبية، عندما يقول لك أحدهم "أنا أفعل كذا"، أو عندما تشاهد أخر يقوم بشيء يعجب الناس، تقرر بلا شعور تقليده، فما يحدث أنك تكون في منطقته التي يملك فيها خبرة أكبر، ولو كان هناك منافسة، لا بد أن يكون أقوى.
شاهدت هذا في عالم الوظائف، شاهدت زملاء يذهبون لأخذ نفس الشهادات التي أخذها زملاءهم، فينتهي بهم الأمر في الشركة جاعلين هذه الشهادة أمراً عادياً غير جاذب للإدارة، التي تتجه بالنهاية لجلب مدير عليهم يحمل شهادات اختصاصية أخرى.
في مجال الإعلام ترى ذلك، مقدمون وكتاب وناشطون ينسخون أسلوب الآخر، فينتهي فيهم الأمر بنفس الجمهور ونفس المتابعين، مما يخلق حالة من الملل الإعلامي لدى الطرفين.
المحيط الأزرق ليس تغييراً ثورياً، هو مجرد لمسات، شهادة واحدة لموظف، إتقان شيء ما تقني ، أسلوب مختلف في الكتابة، شيء يجعل الناس عندما يذكرون اسمك، لا يذكرون بجانبه 100 وجه مشابه، شيء يجعلك في المحيط الأزرق.
لو قررت البقاء في المحيط الأحمر، فهذا أيضاً حق لك، لكن ما أعرفه عن هذا المحيط أن النجاح فيه لا يحتاج فقط للعمل الجاد المضاعف بل يحتاج حرفياً للحظ، لأن الجميع متشابه فيه مثل أوراق السحب.
تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق