الجمعة، 24 نوفمبر 2017

عن فارق "السنة" بين البشر



يتمايز الناس، قد يتخرج جميعهم من نفس الجامعة وفي نفس السنة وفي نفس الظروف، لكن مع مرور الوقت يظهر التمايز، يحقق بعضهم ما يريده، ويخفق الأخر بالوصول لما تمناه، قد تكون أهدافهم مالية أو اجتماعية أو سياسية أو أي هدف كان، لكن الثابت فيها أن البعض يحققها والبعض يفشل فيها.


تتأمل فيما حدث بين الناس، ما الذي جعلهم يختلفون، ما الذي جعل البعض يتحرر من قيوده، ومن عوائق أهدافه، فوصل لما يريده، ربما امتلك شركة صغيرة يشعر بالسعادة فيها، أو غير من مجاله المهني لما يعشقه، وما الذي جعل البعض الأخر بانتظار مصيرهم، وقسم ثالثه قليل العدد لكن صوته عالي لأنه سلبي، يكتفي بوصف هؤلاء بالمحظوظين أو الناجحين بالصدفة أو ما شابه من أوصاف تقزيم النجاح.

فارق بسيط هو الذي خلق التمايز بين هؤلاء، تحمل ضغط وتوتر سنة واحدة فقط، تبدأ هذه السنة بأخذ قرار حاسم بالوصول لما تريده، وتقفز خارج منطقة راحتك، وهذا قرار صعب لكنه الأسهل فيما هو قادم من سنة فقدان التوازن والتغيير والمفاجآت.

تكاليف غير متوقعة، أشخاص سيئون وأكثر قسوة، أناس يخذلونك كنت تحسبهم أصدقاء، عناصر ستجدها في هذه السنة.

ستأتيك الشكوك، ربما لن أنجح، ربما اخطأت بهذه الخطوة، آه لو بقيت فيما كنت فيه، كان أكثر سهولة وأكثر ضماناً، يجب علي العودة، وسوف تجذب هذه الشكوك لك فرصاً تعيدك إلى المكان الذي لم تكن تريده والآن تتمنى العودة، قد تأتيك رسالة من عملك السابق "لماذا لا تعود معنا فهو أضمن من مشروعك الصغير؟"، قد تفكر بالعودة إلى مجالك السابق الذي أرد الخروج منه.

الصابرون سيجدون مفتاح الفرج الذي سمعوا عنه منذ سنوات طفولتهم، سيجدون حلاً يتعامل مع بعض التحديات، وأفكاراً للالتفاف على بعض المشكلات، لكنها ليست حلولاً جاهزة يتم شراءها عبر الإنترنت، بل يجب أن تعاني لتفهم معقل المشكلة وتهاجمه.

هذه السنة تخلق التمايز بين البشر، بعضهم يصمد فيها، وهم نسبة قليلة للأسف، وبعضهم ينهار ويعود، الأخير قد يدعي أنه حاول وفشل، لكن المحاولة لم تكن أبداً بأن تنزل إلى أطراف الشاطىء بل بالصمود ضد الموجة العالية، أما الصامدون فيحققوا ما يريدون، لن يتخلصوا من التوتر والتعب، فهذه طبيعة الحياة كلما كبرت بالعمر، لكنهم بالتأكيد سيشعروا بالفخر بما حققوه.

تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق