محمد عواد - وصلني بريد الكتروني صادم قبل أيام، كان من شاب عرف أنه مصاب بالإيدز، وكتب لي يسألني، كيف يمكنه أن يعيش ما تبقى من عمره، مع إشارات واضحة في رسالته حول رغبته بالموت السريع.
خلال التواصل مع الشخص تبين أنه مصاب بفيروس HIV وليس الإيدز، وهناك فرق لا يدركه كثيرون، وبالتالي هو في حالة أفضل من الطرف الثاني، لأنه مع الالتزام بالعلاج والأدوية والكشف المستمر، يستطيع العيش بشكل صحي طبيعي لفترة طويلة جداً، وكأنه لم يصب شيء، فالعلم تطور كثيراً عما كان عليه قبل سنوات بهذه المسألة.
وحتى لو كانت الحالة الثانية، فالإنسان لا يمكنه تغيير الماضي، صحيح يحق له أن يحزن، ويندم، ويشعر بالبؤس لساعات وأيام، لكن لو كانت في أسوأ الأحوال، هناك ساعة باقية في حياتك، هل تقضيها في البكاء والندم؟ أم في الحياة ذاتها؟
فهناك التزام عليك تجاه نفسك، وتجاه من حولك من الأعزاء، فمعنى أنك مررت بتجربة صعبة، لا يعني أبداً أن تتوقف حياتك، وحياة من حولك، فهذا ظلم، ولا حق لك فيه، مهما كان سبب وصول المرض إليك.
الإصابة بالإيدز أو HIV، هي مثل الإصابة بأي مرض طويل الأمد، سيجبرك على تغيير بعض التفاصيل بحياتك لغايات علاجية، لكنه يجب ألا يمنعك من عيش الحياة التي تريدها، بل يفترض به أن يحررك من كل قيودك، ويجعلك تحترم أهمية الدقيقة، وتسعد بحياتك بكل ما فيها.
لا أتحدث هنا عن جوانب دينية أو روحانية، فتلك لها أهلها، لكنني أتحدث عن جوانب اجتماعية، بل منطقية بحتة، إن البكاء عن اللبن المسكوب لن يعيده، لكن أن تحرص على الاستمتاع بما تبقى من حياتك، وتحقيق كل ما يمكنك فيه، هو المطلوب.
لو كان هدفك أن تكتب كتاباً، أو تذهب في رحلة، أو تزور أماكن معينة، أو تأكل بطريقة مخلفة عما أجبروك عليه طوال حياتك من منطلق التقاليد والتعويد، فهذه فرصتك... أما لو قررت أن تكون من البكائين المحبطين، فصدقني لن يتغير شيء.
لا أتحدث هنا عن جوانب دينية أو روحانية، فتلك لها أهلها، لكنني أتحدث عن جوانب اجتماعية، بل منطقية بحتة، إن البكاء عن اللبن المسكوب لن يعيده، لكن أن تحرص على الاستمتاع بما تبقى من حياتك، وتحقيق كل ما يمكنك فيه، هو المطلوب.
لو كان هدفك أن تكتب كتاباً، أو تذهب في رحلة، أو تزور أماكن معينة، أو تأكل بطريقة مخلفة عما أجبروك عليه طوال حياتك من منطلق التقاليد والتعويد، فهذه فرصتك... أما لو قررت أن تكون من البكائين المحبطين، فصدقني لن يتغير شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق