محمد عواد -
تمهل، لا تنتقد قبل أن تقرأ، فأنا لا أحاول بيعك هنا كتاباً أو برنامجاً بهذا العنوان، لكنها تجربة لفتت الانتباه لشيء، يستحق المشاركة معكم.
قبل فترة، كنت في حديث مع صديق يقوم على إنتاج برنامج تلفزيوني يتعلق بالنواحي الصحية في الحياة، وكان يتحدث عن عنوان "20 دقيقة كي تغير حياتك"، وقلت وقتها بشكل تلقائي قائلاً "20 دقيقة كثير !"
توقفت عند كلماتي، فقد كانت عجيبة وفي غير محلها، فكيف يمكنني القول أن 20 دقيقة مقابل حياة بكاملها كثيرة ؟ ، وفي هذا سوء تقدير واضح، لكنه سوء تقدير نرتكبه جميعاً للأسف.
فذلك مصمم جرافيك، يعلم أن العالم يتجه بقوة نحو الفيديو، ولكنه مصمم "بمعنى الكلمة وليس المهنة" على الثبات في مكانه بحجة أن تعلم برنامج جديد سيأخذ منه وقتاً، ولو قسم الوقت فعلاً على مدة سنة، لربما وجده 20 دقيقة في اليوم.
وذلك أخر، يريد أن يصبح كاتباً له مكانة واعتراف، لكنه يصرف كل وقته بتكرار الكتابات ذات نفس المستوى، أو انتقاد الكتاب الآخرين في شبكات التواصل لعل هذا رفع من مكانته، لكن في الحقيقة، ما سيرفع من مكانته أسهل بكثير وأكثر رقياً، 20 دقيقة من القراءة اليومية.
وهناك شخص يسعى لاتقان الإنجليزية منذ أكثر من 10 سنوات، لم يبارح مكانه، ولو انتبه أن 20 دقيقة من التعلم يومياً خلال هذه المدة، لكانت 1200 ساعة من التعلم تقريباً، وهذا عدد ساعات يكفي للوصول إلى مستوى مذهل، ولكن نستكثر الـ 20 دقيقة على أنفسنا.
كل المطلوب كي نغير حياتنا، كي نهزم عوائقنا، 20 دقيقة من الاستمرارية اليومية، وسوف نكون في مكان آخر حقاً، لكن للأسف، في كثير من الأحيان نعجز عن ذلك، لأننا نريد كل شيء أن يتم فوراً.
تابع الكاتب :
تابع الكاتب :
سناب شات : m-awaad
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق