محمد عواد - أقترب حالياً من إطلاق مشروع خاص، مجموعة من الأفكار المؤجلة سوف تحاول أن ترى النور لأول مرة، وهي مرحلة يحتاج الإنسان فيها ليستمع أكثر مما يتكلم، ويقرأ أكثر مما يكتب، لأن كل فكرة قد تصنع فارقاً.
كان نقاشاً عن موضوع عام، مع رجل امتهن التجارة لفترة طويلة، وبالتالي هي نصيحة تاجر، يعرف قيمة المال وجبروته، لذلك كانت نصيحته "لا تسرف أموالك وطاقتك ووقتك في خلق شيء يجعل الفارق بينك وبين غيرك قابلاً للشراء بالمال، سوف يأتي من يملك مالاً أكثر وينتصر".
نصيحة أعتبرها أفضل ما سمعته وأهم ما تعلمته في سنة، فلو تأملنا جوجل وفيسبوك، فقبل تحولهم إلى شركات عملاقة، وبأموال طائلة لا يمكن هزيمتها بالسيولة النقدية، كان هناك من قبل هذا الصعود الكبير من هو أكثر منهم مالاً، لكن قوتهم كانت مختلفة، إما بتكنولوجيا، أو فرادة تفاعل وترابط بين الناس، فلم يستطع من هو أغنى كسر طريقهم المتصاعد، وباتوا الآن غير قابلين للقهر بالأموال، لأنهم يملكون الكثير منها.
نصيحة يمكن تطبيقها عند إنشائك صفحة خاصة على الفيسبوك أو حساباً على تويتر أو حتى موقع الكتروني، فلو كانت المسألة مجرد أرقام معجبين ومتابعين وزوار، سيأتي من يصرف في شهرين على التسويق، ليحقق ما حقته في سنوات، ويصبح في نظرك قبل نظره أفضل منك، لكن لو كان ما تبنيه محتوى فريداً، ووجهة نظر يحترمها غالبية الناس، هنا لن يكون المال فارقاً.
تلك قصة رجل، رأى أن احترام الناس له يأتي من نوع سيارته، فعمل باستمرار وكسب المال، واشترى أفضل سيارة كان يتخيلها، خرج فخوراً بنفسه من وكالة السيارات، دار بها إلى اليمين، لتمر في نفس الوقت وبسرعة هائلة، سيارة أفضل بكثير مما يمتلك، اشتراها صبي من مال والده، فشعر الرجل بالإحراج، ونسي أن قيمته لم ولن تكون أمام نفسه بما يملك بلغة الأرقام.
صديق لي يعمل على مشروع واعد، بخلق ما يشبه فن الكرتون الياباني الشهير لكن بلمسة عربية، يدرك جيداً بأنه لن يستطيع مالياً مواجهة من يقرر الاستثمار هنا، لكنه اعتمد على أفكاره، وفهمه لتلك الصناعة جيداً، وما يحتاجه الناس، وأضاف له لمسة عربية واضحة، ليصبح الأمر غير قابل للنسخ بمجرد مبلغ مالي استثماري.
عندما تتعب لبناء شيء، وتريده أن يصبح عظيماً، فقط تأمل مستثمراً يقرر منافستك، فلو كانت وصفة ما تقوم به معروفة بسهولة ويمكن تكرارها بشكل أكبر بمال أكثر، فعلى الأغلب أنك لن تكون سعيداً لفترة طويلة، لأنه حالما يتبين نجاح أفكارك، سيأتي من يملك المال ويحتل مكانك، لكن عندما تبني شيئاً ترى فيه أنه يصعب على أحد نسخه، أو تقليده، هنا عليك أن تكون فخوراً بنفسك، فالمال ليس كل شيء في عالم النجاح والأفكار، فهناك أشياء لا تشترى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق