الثلاثاء، 18 يوليو 2017

ليست مخاطرة فعلا !


قبل أيام، التقيت بأحد الأصدقاء الذي يدير شركة مقبلة على تغيير كبير وبعض المشاريع الجريئة، رغم عدم الاستقرار الاقتصادي في المنطقة حالياً، فكانت كلماتي التلقائية "مخاطرة كبيرة، أليس كذلك؟".

جوابه كان أكثر تلقائية، "ليست مخاطرة فعلاً، فترك الوضع بالشركة كما هو سيكون كارثياً، وليس هناك خيار آخر كي نقوم به إلا هذه المجازفة، بالتالي عدم المجازفة أسوأ من المخاطرة".

استمر الحوار في عقلي، تأملت مواقفاً مررت فيها، ومواقفاً حدثت لأشخاص أعرفهم، لم يكن فعلاً أمامنا خيار إلا المخاطرة، لكننا اكتفينا بالوقوف مكتوفي الأيدي، وتحسرنا، تذمرنا من ظروفنا، لكن بالتأكيد لم يتغير شيء، حتى تحركنا، ربما تحركنا بمخاطرة أقل، بالتالي كانت النتائج الإيجابية أقل.

يصل الإنسان في بعض الأحيان إلى الحضيض، وهذا ما كتبت عنه يوماً "نعمة الحضيض"، أي الوجود ضمن ظروف لن تخسر فيها شيئاً، وتستطيع تجربة أي شيء دون خوف، لكن المشكلة الكبرى، أن نكون في الحضيض فعلاً، ونرفض المخاطرة، خوفاً من أن نفشل، متناسين أن الظروف لا تتحسن وحدها.

ليست مخاطرة فعلاً، لو كنت تشعر بأنك لا تلقى التقدير المطلوب، فتقوم بتجربة فكرة جديدة تناسبك؟ .. فالندم الآن، أفضل من الندم طوال العمر.

وليست مخاطرة فعلاً، أن تجرب شيئاً جديداً، لو كانت الأمور تسوء من حولك باستمرار.

وليست مخاطرة فعلاً، أن تقوم بشيء جديد، لأنك باختصار غير سعيد بما يحصل لك!

المخاطرة الأخطر، القبول بكل شيء لا يعجبك، بالاسترخاء في ظل معاندة ما نسميه الحظ لنا،  والاكتفاء بالتذمر وإعادة الأسباب للأخرين.

تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق