محمد عواد - من أسس تطوير التطبيقات والمواقع الناجحة باستمرار، إبعاد أي خدمة أو فكرة لا تلقى الرواج أو التفاعل المطلوب، وجعل الأفكار الأكثر نجاحاً وتفاعلاً أقرب للزوار، وهذه مسألة حاسمة من أجل استدامة النجاح، وم يفشل بتطبيقها ينتهي الأمر به متراجعاً.
يقول الكاتب الأمريكي بريانت مكجيل "الإنسان الذكي لا يشعر بالعار أو الخوف من الاعتراف بخطأ طريقته بفهم الأمور"، كلام جميل من بريانت، لكن الإنسان بالفطرة وبشكل عام عكس ذلك، فهو جيد جداً بإدراك أخطاء الآخرين، اكتشاف عيوبهم، نصحهم بطريقة إصلاحها، يميز نقاط ضعفهم، ويتحدث عنها، لكنه للأسف سيء بفعل نفس الأمر بما يتعلق بالحكم على نفسه.
من الأفكار في طرق حل المشكلات، اقتراح في حال وجد الإنسان نفسه في معضلة حقيقية لا يعرف التعامل معها، أن يتخيل نفسه طرفاً ثانياً، وبالتالي ينظر لأموره وقضيته من الخارج، وهنا يدخل في دائرة ما يعرفه الإنسان جيداً، معرفة عيوب ومشاكل الآخرين، وبالتالي قد يرى شيئاً مختلفاً يساعده، وهي طريقة تحتاج مجهوداً ذهنياً ، بل ربما تحتاج لتخيل شخص آخر تماماً من الأصدقاء ووضعهم في المشكلة بدلاً من المتخيل، والنظر له أنه المتورط!
إن أول خطوة قبل أن تبدأ رحلة النجاح، أو عندما تصطدم بعقبة ما، أن تنظر لنفسك وتحكم عليها بصدق، فقبل أن تقرر الذهاب لمنطقة ما عليك أن تعرف أين أنت، لا تتوقف عند إدعاء أن الأخرين محظوظون أو يتلقون دعماً من أطراف أخرى، أو أنك كامل ولكن لا تنال ما تستحق، فإن لم تكن أفكارك تعمل، ولو لم تكن خططك تنجح، فهذا يعني أن هناك شيء خاطىء، وهذا الشيء على الأغلب بأمر في طريقة تفكيرك أو بك شخصياً، لكنك ترفض الاعتراف فيه.
مهم أن تنظر لكل تجربة تفشل فيها بعين المنتقد لنفسه، الباحث عن عيوبه الشخصية، لا أطلب هنا أن نحطم ذواتنا، أو نهز ثقتنا بأنفسنا، بل أن نكون صادقين بالحكم، هل درسنا فعلاً بأقصى طاقة لدينا قبل أن نتكلم عن صعوبة الأسئلة؟، وهل فعلاً أخلصت بعملي وأخلاقي المهنية بشكل مثالي قبل التحدث عن سبب تأخر الترقية؟، وهل فعلاً حدثت سيرتي الذاتية ودققتها وأخذت المشورة الكافية فيها قبل أن أتحدث عن أن مواقع التوظيف غير مفيدة؟!
حاول فقط أن تمارس ليوم واحد في الأسبوع، طريقة عكس التفكير، قبل البدء بانتقاد الآخرين، واتهامهم بسبب كل شيء غير جميل في حياتك، اعكس الأمر، فكر بأنك قد تكون السبب، وليس الظروف، ربما صديقك جافاك لأنك تستحق ذلك، وربما لم تنل الخدمة المتوقعة في مكان لأنك لم تشرح ما تريد كما يجب .. "ربما أنت السبب"، جملة صعبة القبول، لكن البحث فيها مهم لتبدأ أول خطوات الدخول إلى دائرة "الإنسان الذكي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق