الجمعة، 19 مايو 2017

لا تسقط في منطقة "تويتر"


محمد عواد - في عالم الصناعة الرقمية، يظهر من حين إلى أخر مصطلح منطقة تويتر، وهو منطقة خطيرة في عالم نمو المشاريع الكبرى أمثال تويتر وسناب شات وفيسبوك وغيرها، حيث يتلخص بتوقف النمو في معيار من المعايير الرئيسية أمثال عدد المستخدمين اليومي أو الدخل المادي.

المصطلح ظهر مع توقف نمو تويتر منذ فترة، ويرى بعض الخبراء أن هذه إشارة لنهاية المشروع في المستقبل وخروجه من السوق، إن لم يستطع تدارك الموقف في فترة قصيرة.

رغم قراءاتي الكثيرة في التنمية البشرية ونصائح الحياة، لكنني لا أحضر دورات أبداً، إلا مرة واحدة، حيث تم إجباري على حضور دورة واحدة من قبل شركة عملت معها قبل سنوات، وأذكر منها جملة مفيدة للمدرب الذي كان أمريكياً وعالمياً آنذاك، "من المهم ألا يضيع أي يوم لديك سدى، ولو تعلمت كلمة جديدة، أو تعرفت على طعام جديد".

منطقة تويتر على المستوى الشخصي موجودة وقاتلة وخطيرة، وأخطر ما فيها أنها تريحنا، فما أجمل أن تستيقظ كل يوم وأنت تعرف كل شيء تقوم به، وتجلس مع أشخاص تعرفهم، وتتعلم مواد تقليدية معروفة لك، وتنجز أعمال اعتدتنها بغض النظر عن الشركة التي تعمل فيها، ثم تنام.. حياة سهلة، لكنها ضائعة!

فما إن يتوقف تطويرنا لأنفسنا، حتى نبدأ بالتراجع للخلف، لأن الآخرين يتطورون، ربما تشعر بتميزك عن الآخرين في داخلك من دون تطوير نفسك، لكنه تميز توهم عقلك به، فإن لم تكن كل يوم تستيقظ عازماً على التطور، فإنك لن تذهب لأي مكان في النهاية، ولو كنت تشعر بأن الطريق مفتوحة لك، فإنها فخ سيتوقف في النهاية، فالطرق المغلقة عادة ما تكون بداياتها سهلة.

هذا التطوير لا يعني تحويل نفسك لشخص آخر في ليلة وضحاها، بل أن تحرض بشكل حقيقي على إضافة شيء لنفسك كل يوم، شيء بسيط للغاية، وربما تخطط بشكل جيد لإضافة شيء أكبر على الفترات الزمنية الأطول، مثل تحقيق بعض الشهادات أو تعلم لغة كاملة، أو إضافة أخرى تفيدك بالعمل.

من ملاحظتي للناس في العمل وأماكن أخرى، فإن أكثرهم تذمراً وشكوى من الظلم الذي يقع عليهم في هذه الحياة، هم أقلهم عملاً على تطوير أنفسهم، وهذا هروب طبيعي من العقل حتى لا يلوم صاحبه، فيبدأ بخلق أوهام الآخرين له، لأنه لن يلومه ويقول له "وماذا فعلت لنفسك؟"

طبعا كيف تعرف أنك في منطقة تويتر ؟؟ الجواب بسيط، انظر للتاريخ في هاتفك، تذكر نفسك قبل شهر، قبل سنة، واذكر شيئاً واحداً تعلمته أو أنجزته أكثر من متوسط من حولك من بشر، فلو لم تجد .. اخرج فوراً ! 

تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق