محمد عواد - قبل يومين، كنت في جلسة مفيدة مع رجل أمضى أخر 20 سنة مستشاراً في شركات استثمارية، الأمر الذي أعطاه فرصة لقاء أهم أصحاب الأموال في المنطقة، وخلال النقاش لفت انتباهي بقوله "لم أجد ذكياً واحداً فيهم، لكنهم يشتركون بصفة واحدة؛ يستطيعون التركيز على هدف واحد دون تشتت".
لا أعرف إن كانت صدفة أم إشارة، أن اقرأ في نفس اليوم من جديد في كتاب لايرني زيلنسكي مقولة "النجاح الخارق يحتاج لإنسان عادي، لكنه إنسان يملك روح المثابرة"، وهذا يلتقي مباشرة مع مقولة أينشتاين "العبقرية، 1% موهبة و99% عمل جاد".
نظرة بسيطة للأمور بعيداً عن التشاؤم أو التفاؤل المفرط، سنجد أن كل قصص النجاح من حولنا ملخصة بأركان سهلة التحليل وصعبة التطبيق ، فكرة واضحة وتصميم من أجلها وعمل مستمر مستغلاً كل الموارد المتاحة، ولن نجد في أي منها عنصر الذكاء أو العبقرية كشرط للنجاح ، بل بالأحرى سنجد أن الذكاء والعبقرية هو نتيجة لكل ما سبق وليس مقدمة.
كثير من الأفكار الناجحة بدأت بسيطة، يستطيع أن يفكر فيها طفل عمره 14 عاماً، لكن الفرق أن صاحبها أطلقها، ثم وجد اهتماماً بها من قبل الآخرين، فطورها .. ثم وجد اهتماماً أكبر .. فطورها أكثر... حتى أصبحت قصة نجاح تبدو عبقرية وليست فكرة طفل عمره 14 عاماً.
لتبسيط الأمور أكثر، يمكن القول إن العبقرية هي النتيجة، وليست الشرط للنجاح الكبير، فالأهم هو البداية، ثم التصميم والاستمرار والتضحية، وبعدها ستفتح الأبواب لوحدها .. وتمضي قدماً، فانتظار الفكرة كي تتطور وتنمو لوحدها من دون بداية، هو كانتظار رجل خشبي أن يتحرك بلا روح.. وهذه أكبر مضيعة للوقت عرفتها في حياتي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق