الخميس، 23 مارس 2017

عن أشهر وأذكى سيرة ذاتية في التاريخ!


محمد عواد - سمعنا كثيراً بكتاب الأمير لميكافيلي، طبعا كثيرون منا يعتبرونه كتاباً شريراً رغم عدم قراءته، ومن قرأه منا سيكون جزءاً كبيراً منهم يراه شريراً أيضاً، والبعض قد يرى فيه عملية يمارسها كل أهل السياسة.

بعيداً عن محتوى الكتاب وما جاء فيه، فإن معظم المصادر تؤكد أن ميكافيلي لم يكن ينوي جعله كتاباً، بل كتب كل ما فيه ليرسله إلى السلطات الجديدة في أيامه، ليحصل منهم على اعتراف بقدراته، ومن ثم يستعيد مكانته كمستشار سياسي، حيث كان قد خسر الكثير بسبب التغييرات السياسية التي حدثت حوله.

كتاب الأمير بالنسبة لي هو أذكى سيرة ذاتية في التاريخ، فبدلاً من أن يذهب للأمير الجديد ويبدأ بتقديم الوعود عما يستطيع فعله.. قال له "خذ هذا ، فهذا ما أفعله"، نجح الكتاب بأهدافه، فلم يدرك الأمير قدرات ميكافيلي فقط، بل عرف العالم كله حتى يومنا هذا طرقه بالتفكير ولو اختلف كثيرون معها فيما يعرف بالسياسة العملية أو الميكافيلية.

بعض الأحيان أنت تملك القدرات، تملك الأفكار والمزايا، لكن كلامك عنها ومحاولتك إثباتها لن يقدم ويؤخر شيئاً بالنسبة للمتلقي، لأن هناك مليون شخص بجانبك يقولون ما لا يفعلون، ويعدون بلا وفاء، فلماذا يصدقونك أنت؟

ربما في الختام، أذكر موقفاً شهيراً من فيلم "The Pursuit of Happyness" (لا أكتب Happiness بطريقة خاطئة) المستوحى من قصة حقيقية، عندما أصر بطله أمام أحد المسؤولين على حل لغز مكعب روبيك، ليبرهن له على ارتفاع مستوى ذكائه أو يلفت انتباهه على أقل تقدير.

بعض الأحيان قد تغلق كل الأبواب، وتتعثر كل الطرق .. هذا طبيعي، لكن غير الطبيعي أن تحاول فتحها بطرق لم تفتحها من قبل، فميكافيلي رغم "شره" كان ذكياً بتغيير الأسلوب ليصل لما يريده، وكذلك كريس غاردنر "أو ويل سميث في الفيلم" وغيرهم مئات القصص التي أستطيع روايتها بنفس الأسلوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق