محمد عواد- مرت على الواحد منا عدة أفكار، عديد الرغبات والأحلام، لكن مع مضي السنوات، نستمر نحن ويبقى عدد كبير منها خلفنا، ونرى غيرنا يمضي نحوها ونحن في مكاننا، نفكر متى نبدأ.
قد يكون سهلاً أن نصف ما يفعله الآخرون بظروف خدمتهم، أو حظ ساعدهم، أو أنهم لا يستحقوا ما يحققونه، فهذه الأمور مثبت تخفيفها عنا، لأنها تجعلنا نشعر بالبراءة يوم محاكمة أنفسنا لأنفسنا!
عندما بدأ مارك زوكلبرج فيسبوك، لم يكن ينوي جعله أكبر تجمع بشري في التاريخ، ولكنه كان مجرد قصة خفيفة، ثم عندما بدأ تطويره لم يكن يتوقع أن يصبح ما هو عليه، لكنه بدأ، وكلما صعد درجة كان يرى أخرى، فيصعدها.
فادي الخطيب، يعد من أساطير كرة السلة العربية، عندما سألته "عندما بدأت اللعبة، هل كنت تريد أن تصبح الأسطورة يوم الوداع؟"، فأجاب "لا، كل همي كان أن ألعب".
ويروي أحد أعضاء فرقة مارون 5 التي حققت كل الجوائز الممكنة في عالم الموسيقى عن بدايتهم ويقول "كنا نغني في حانة لا يزورها إلا شخص أو اثنين في المساء، وفي يوم من الأيام تركنا النادل لوحدنا هناك وغادر لبيته لعدم وجود زبائن، فاستمرينا بالعزف".
ليس هناك مشروع مضمون النجاح مهما اعتقدت ذلك، وليس هناك طريق آمن في هذه الحياة، لأنك لا تحكم إلا 20% من الظروف حسب ما يقول كثيرون، ويؤثر الآخرون عليك بالكثير، بالتالي كل الطرق متشابهة، لكن خيالنا يخدعنا.
قوة البداية، أنها تجعلك أولاً تحترم شجاعتك وإقبالك، ثم تجعلك داخل الوسط، وبالتالي تبدأ بالتعرف على "ماذا بعد"، لا يمكنك أن تنطلق في طريق اليوم وأنت تعرف ما سيحصل فيه بعد 20 سنة، لا يمكنك أن تفكر بهذا الشكل، وإلا فإنك لن تبدأ.
قوة البداية، أنها تجعلك في المعركة، بالتالي تقاتل وتحارب للانتصار قبل أن تضطر للانسحاب، قد تخسر وهذا طبيعي، فالمقاتل الشرس لا يتميز بأنه لا يخسر، بل يتميز بأنه ينتصر عن استحقاق أو يخسر بشرف، وكل محاولات للنجاح خلال أرض المعركة ستكون لصالحك، ستجعلك أفضل معرفة وخبرة وتجربة.
قوة البداية .. أنها عادة ما يكون لها نهايات عظيمة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق