محمد عواد - ليست قصة مختلقة من وحي الخيال، بل عشتها خلال الشهر الماضي، مستفيداً من أن المسافة بين مكان سكني والعمل قصيرة جداً، ولا أحتاج إلا لبعض الدقائق من المشي، قاطعاً جسراً للمشاة يربط منطقتي بمنطقة العمل.
على ذلك الجسر، وقبل شهر تقريباً، التقيت بشاب لأول مرة، كان يجري حتى يلتحق كما يبدو بمكتبه في الوقت المناسب، وهذا طبيعي، فأي إنسان قد يتعرض لموقف يؤخره في يوم.
من يومها، وعندما أذهب للعمل "متأخراً قليلاً" بسبب تأخر المباريات في اليوم السابق وهو ما تقبله بيئة عملي بل تفرضه، وجدت ذلك الرجل المستعجل 5 مرات إضافية، وللصدفة أنه كان مستعجلاً أيضاً، ويركض بأقصى سرعته.
6 مرات فقط قابلته، في كل مرة كان مستعجلاً، وصباح اليوم عندما وجدته سألت نفسي "ألا يتعلم هذا الشخص؟"، فهو مبدئياً يخرج من محطة المترو المعلق، أي لا يصطدم بأي أزمة مرورية على الشوارع، وثانياً دائماً يبدو لي خائفاً متوتراً من التأخير.
لكن لو لاحظنا أسلوبه هذا، فنحن نرتكبه يومياً دون شعور في أماكن مختلفة، نكرر نفس الخطأ، الذي يوقعنا في نفس التوتر، والتصرفات المتسرعة، ومن ثم يستهلك تفكيرنا وطاقتنا، وكان بسهولة يمكن تجنب ذلك، والتركيز واختزان الطاقة لشيء آخر.
إن تكرار الأخطاء البسيطة القابلة للتجنب، وتكرار التراخي أو التصرفات التي تضعك في ورطة قابلة للتجنب من أهم عناصر ضياع الطاقة، ومن أهم عوامل تشتيت الناس عن أهدافهم، يراها البعض مسألة سهلة، أو قابلة للاحتواء، فقد ركض يوم أمس ولحق بعمله، فلماذا لا يركض اليوم، ولكن يوماً ما؛ قد تسقط وتتأخر.. أو ستبقى في نفس الدوامة المتوترة إلى أن يشاء الله.
فقط، تخيل ذلك الرجل الذي كلما التقيت كان يجري ليلحق بعمله، ولا أستطيع تخيله إلا يركض، ألن تشعر بالرغبة بالضحك منه؟... هذا حالنا عندما نكرر أخطاءنا، لن يذكرنا الناس إلا بنفس الشكل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق