محمد عواد - ما رأيك لو سمعت : أرسطو ..مارك زوكلبرج ..نجيب محفوظ ..جبران خليل جبران ..؟
كلها أسماء لا تحتاج لأن تضع ألقابا لها حتى تعرف من هم، بل هم ألقاب بأنفسهم، لأنهم ببساطة أشخاص رأوا من يريدون أن يكونوا عليه، لا ما يريدون أن يكونوا عليه، وفارق كبير بين ما ومن .. بين شخص وشيء.
في مجال عملي الحالي، أختلط بنوعين من الموظفين، نوع في مجال التحرير والعمل الصحفي، ونوع في مجال الديجيتال والإعلام الجديد، وبالتأكيد منهم المميز والمتألق الذي تتعلم منهم كل يوم، ومنهم من بقي على مستواه منذ عرفته قبل سنوات.
تأملت بهذا النوع الثابت في مكانه، وجدت أن معظمهم يشتركون بنفس الصفة، مهووسون بالألقاب، يريدون وضع لقب قبل اسمهم، حتى يشعرون بالرضا، ثم لا يتطورون بسبب هذا الرضا الكاذب
.
فذلك شاب كتب مقالاً واحداً، فيسارع لتسمية نفسه كاتباً في كل حسابات التواصل الاجتماعي، ويعيش الدور ويكتفي بمقال واحد .. ثم يكرر نفسه لأنه رضي عن نفسه، فقد نال اللقب!
قابلت شخصاً منذ سنوات، يحضر كل ورشة عمل لها علاقة بمجال الديجيتال، يدفع سعر تذكرتها، ثم يلتقط صوراً فيها، لينشرها في انستاجرام ويدون "نحن نناقش الآن شأن كذا في ورشة كذا"، ثم يضع لقباً لنفسه "خبير ومستشار في مجال كذا وكذا"، هذا الشاب كان قبل 6 سنوات موهبة نادرة في مجاله، أما الآن بات عادياً لأنه ثبت على مستواه، فقد اكتفى بتلك الصور وذلك اللقب، فنسي أن يتعلم.
ليس هناك اختراع أكثر شراً للحد من طاقاتك وقدراتك من الألقاب، فتخيل لو اكتفى مارك زوكلبرج بأنه مبرمج وكتب بفخر في موقع Hi5 آنذاك Dev Mark، وتخيل لو أن نجيب محفوظ اكتفى بالمناصب الإدارية التي شغلها وجلس في مقهى مردداً أنه مدير، كمية الأدب الجميل التي ستضيع.
بالنسبة لي وضع اللقب كهدف، هو تماماً كما يخطط الإنسان لدفن نفسه في موعد معين .. احصل على دكتوراة لتنجز بعدها ما يميزك لا كي تضع حرف "د"، واذهب وادرس واحصل على أي شهادة مهمة ليس للمسمى .. بل لهدف أسمى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق