محمد عواد - لا أحد فينا يحب أن تخرج الأمور عن سيطرته، فالجميع يشعر في هذه الحالة بالضغط والإنزعاج، فوجود رسالة لم تتم قراءتها في الواتس اب تمثل صداعاً، فما بالك بعشرين رسالة الكترونية في العمل وأمور أخرى في أفكار نحاول تطبيقها أو علاقات نسعى لتطويرها؟
كنت قبل فترة اقرأ بحكم على صور، لفت انتباهي قول أحدهم "عليك بالاسترخاء، فلا شيء تحت السيطرة"، ولعل هذا ما قصده أسطورة السباقات الأمريكي ماريو أندريتي "لو كان كل شيء تحت السيطرة، فأنت لا تسير بالسرعة الكافية".
فترة خروج الأمور عن السيطرة مزعجة، فيها قلق وفيها توتر، لكن فيها أساس الناجحين والفائزين؛ التطور !
عندما أنظر في أخر 10 سنوات من حياتي، فأسوأ الفترات على مستوى تطوري الشخصي والمهني هي الفترات التي يكون فيها كل شيء في عملي وفي علاقاتي مع الناس تحت السيطرة، أكون مسترخياً في دائرة راحتي، صحيح أعود إلى المنزل وأشاهد ما أريد على التلفاز، وألعب أي تحدي أريده، لكن أشعر بأن منحى تعلمي وتطوري توقف... وأشعر كأنني في مكاني وكل شيء يسير إلى الأمام.
الإنسان الجريء الباحث عن التقدم، هو الذي يوافق على خروج الأمور من تحت سيطرته، الذي عندما يشعر أنه مسيطر على كل شيء، يفتح باباً جديداً رغم أنه لا يعرف ما خلفه، قد يكون هناك بعض التعثرات، قد يكون هناك بعض النجاحات، كلها أمور مشكوك فيها، لكن الأكيد أن من يفتح هذا الباب ليفقد السيطرة سيكسب شيئاً جديداً.
الإنسان الناجح هو الذي يتعامل مع فقدانه السيطرة بهدوء، لكنه يتعامل مع سيطرته على كل شيء بخوف، لأن في الأولى حركة وتقدم، وفي الثانية ثبات وانكماش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق