محمد عواد - تقريباً لا يوجد شخص نعرفه إلا ويملك هدفاً، بعضهم أهدافه كبيرة، وبعضهم أهدافه أصغر، فكل إنسان له الحق باختيار أحلامه وما يريد أن يكونه، وليس لأحد الحق بوضع تخيلاته لمستقبلهم ويجبرهم عليه.
يلتقي الواحد فينا بكثير من المعارف الباحثين عن أهداف، ويتكلمون بثقة عن طريق تحقيقها التي تبدو منطقية، لكن غالبيتهم يعانون من مشكلة القالب الجاهز في عقولهم، والذي يخدعهم قائلاً "لو فعلت 1-2-3- سوف تحقق كذا"، ولكن عندما يأتي التطبيق يكتشفون أن هناك "4-5-6-7 وربما 1000"، وهذا يجعلهم بكل بساطة يغضون النظر وينسحبون.
99% من المنسحبين لا يلومون أنفسهم عادة، بل لا يدركون أن الحق عليهم، فبالنسبة لهم هناك تعقيدات كثيرة سببها أشخاص آخرون أو ظروف، فينسحبون بصمت، ويجعلون من أهدافهم مجرد حلم ضائع لأن هناك من وضع عائقاً في طريقهم.
اليوم صباحاً كنت أكلم صديقاً مبدعاً في عمله، وجاءت سيرة أحد الاشخاص المشاهير في مجاله، فقال لي "هذا سبب نجاحي"، فقلت له "نعم ،يبدو أنه إنسان جيد"... ليقول لي "لا .. هو سبب نجاحي لأنه لم يكن يساعدني وعاملني باستعلاء وحاول التقليل من موهبتي، فقررت أن أثبت له لاحقاً أنه على خطأ".
ما يجب أن يفهمه كل شخص يقرر وضع أهداف لحياته، أن هذه الحياة غير مصممة لتناسبه، وأهم مبادىء الاستمرار لأي كائن على هذه الأرض منذ نشأتها هو التعايش والتأقلم مع الظروف، فالحياة مصممة لتناسب الجميع وليس الفرد، والفرد الذكي هو من ينسجم مع طريقة انسيابها ويدخل في تيارها المتدفق في الوقت المناسب، ولا يتوقف على الضفة ينتظرها أن تتوقف لأجله.. فهي لن تفعل ذلك أبدا!
التعامل مع الظروف لا يعني أبدأ أن تقبل بانتقاص حقك أو تعرضك للظلم أو الاستغناء مع حلمك، لكنه يعني أن يكون هناك خط أحمر اسمه هدفك، وبالتالي النتيجة معروفة وهي تحقيقه، وعليك أن تغير المقدمات والطريق التي تؤدي إليه في حال لم تكن كما هو متوقع، فمعنى أنه الطريق لما تريده ليس كما أردته لا يعني أن تتوقف وتجلس على جانبها وترى الناس يذهبون إلى أهدافهم، فالتنحي لن يوصلك أبداً إلى شيء..بل يعني أن تبحث عن طريق جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق