محمد عواد - نسمع كثيراً فلاناً غاب عن الوعي، وذلك إشارة إلى توقفه عن التواصل المباشر مع من هم حوله، في حين قد يكون باقي أجزاء جسده مستمرة بالعمل مثل القلب والعقل، لكنه فعلاً توقف عن التواصل البصري واللفظي.
لكن لو تأملنا بواقع حياتنا، لعرفنا أننا جميعاً نعيش حياة معظم أوقاتنا فيها غائبين عن الوعي، أقرب للروبتوت منه للإنسان، فتصرفاتنا بغالبها تأتي من دون أي تفكير فيها، ولا حتى محاولة عيش اللحظة.
سيبدو الكلام التالي للقارىء مجرد ترف فكري أو كلام فلسفي ، وقد يكون كذلك، لكن النصيحة أن لا تحكم عليه حتى تجربه، فعندها قد تعرف الفارق، وقد تكون لك فائدة، أو يكون مجرد كلام عليك إهماله وحسب.
جرب أن تعيش بوعي بأمور صغيرة ..
جرب أن تتناول طعامك مثلاً وأنت مركز بنكهة كل ما فيه، من دون هاتف ومن دون نظر لكل ما هو حولك باستثناء طعامك، من دون استعجال ، هذا لن يستغرق منك وقتاً كثيراً، لكن جرب وأخبر نفسك بالفارق بنكهة الطعام بهذا الشكل، وشعورك خلاله.
على الأغلب وكما جربت وغيري فإنك ستشعر بلذة أفضل للطعام، وبعدها عليك أن تنقل التجربة لأشياء أخرى في حياتك.. شاهد مباراة من دون "هاتفك وأنت تتابع شبكات التواصل" واجعل استخدامه بين الشوطين، قم بعملك المتكرر وأنت تعطيه فعلاً كل تركيزك كأنك تقوم به أول مرة.
حتى خلال مشيك نفس المشوار يومياً، حاول أن تكون واعياً، متأملاً بما هو حولك كل يوم ولو تكرر، وسوف تجد أن المشي بنفس المشوار الممل .. أصبح ممتعا!
ليس دعوة إلى إجبار التنفيذ، لكن فقط أعطها فرصة، قم بأشياء بسيطة وأنت تركز بما تفعله .. ليست تعقيداً بل تدريباً .. ثم تصبح عادة.
انتبه لكل شيء تقوم به ولو كان متكرراً، انتبه لكل خطوة بعملك، تمرن على ذلك، فلو لاحظت وقرأت قصص الكثير من الاختراعات والاكتشافات .. فإنهم لم يكونوا عباقرة بقدر ما كانوا منتبهين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق