محمد عواد - هناك في دبي، حديقة فائقة الجمال مصنوعة من الزهور بأشكال فنية مميزة، يطلق عليها ميراكل جاردن "Dubai Miracle Garden"، ويذهب الناس إليها للاستمتاع بما يشاهدونه من روائع، وتحف متقنة تفوق التوقعات.
أحدهم قال "هذا مكان جميل، لماذا نغادره؟".
وهذا الخطأ يرتكبه كثيرون في حياتهم المهنية، يرتكبه كثيرون في سعيهم للتميز في هذه الحياة، فما إن يصل إلى مكان يجعله سعيداً سواء من حيث الدخل أو الوظيفة، يعتقد أنه في مكان مميز، فيتوقف هناك، ولا ينظر ما حوله من الفرص الصاعدة والمتجددة، فيطول به العهد حتى يتم إجباره على التحرك لاحقاً، وعندها يجد الحديقة المغلقة، وأن عليه الرحيل.
في إحدى الدراسات الأمريكية، فإن هذه النوعية من البشر تقع في الفخ ما بين سن 40-50، فعندما يتم استبدالهم لا يجدون مكاناً آخر يقبل بهم، لأنهم رضوا بدائرة راحتهم، ولم ينتبهوا لما يتغير حولهم لسنوات، فتأتي محاولتهم لتطوير ذواتهم متأخرة.
الفكرة ليس بأن تكون طماعاً لا يرضى، أو جشعاً لا يشعر بالسعادة، بل إنها دعوة لأن تجلس وترتاح لكن أن تبقي عينيك ينظران لما يحدث حولك، سواء في حال تغير الطلب في السوق أو تغيرت المهارات المطلوبة، أو حتى فيما يتعلق بالفرص المتاحة، فربما لاحت لك قفزة وظيفية تختصر عليك السنوات وأنت تعتقد أنك في المكان الصحيح.
لا تجلس في دائرة الورود وتستمتع فقط، بل انظر لما حولك دوماً أثناء هذا الاستمتاع، فربما هناك كنوز جمالية، فالأمر لا يتعلق بعدم الرضا أو عدم القناعة، بل يتعلق بأن من يبقَ مكانه .. يتأخر !
تابع الكاتب على الفيسبوك أو تويتر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق