الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

سبب الفشل بإدارة وقتنا رغم معرفتنا كل القواعد اللازمة


محمد عواد – غريب أمر إدارة الوقت في هذا الزمان، فندرس ونقرأ عن هذا الأمر، ثم نطبق أياماً، فنسقط لاحقاً، ليعود الوقت مبعثراً يتحكم فينا بدلا من أن نتحكم فيه، فيزداد توترنا، ونندب حظنا، ونتساءل "إلى متى؟".

والملفت في الأمر أن هناك كتب تبيعك الوقت، وتضمن لك حال تطبيق نظرياتهم إحكامك السيطرة على وقتك، والمحزن بعد ذلك أن هذه القواعد وإن طبقتها لا تخدمك كما توقعت، في حين يأتي زميلك التي تثق به وبكلامه فيقول لك "هذا الكتاب غير حياتي!".

قد تحسده .. وقد تعتقد أنه كاذب وتهتز ثقنك فيه ظلماً ... ولكنك لن تفكر بالشيء الأساسي في هذا العالم، أننا مختلفون، وأن أحمد ليس مثل أحمد آخر، فلكل أحمد .. أحمد خاص به !

كنت اقرأ في كتاب فن السيطرة على العالم للكاتب رامي النمط، ولفت انتباهي فيه وصفه كل ما يتعلق بالسيطرة على ما يخص حياتنا بالفن، وأنه ليس علماً ولا إدارة، وأن اتباع القواعد المطلقة في هذا السعي .. محض خيال، وأن السر ليس مشتركاً يبيعونه في كتب، وإنما لكل منا سر.

الفشل في إدارة الوقت يخلق التوتر بالتأكيد

فن؟ .. نعم فن !

وهذا يعني أنني لو قررت الغناء على سبيل المثال سأصبح ظاهرة مزعجة للبشرية، و سيضطر مجلس الأمن أن يعقد اجتماعاً يطالبني به بالصمت أو التدخل تحت غطاء البند السابع، الذي يستعملونه لتحطيم الأمم وتدمير البلاد.

قد أتقن فناً آخر غير الغناء ونتائجه الكارثية على البشرية بسبب صوتي، وهناك ستكون مصلحتي وإبداعي بدلاً من فشلي، وهذا هو حال إدارتنا للوقت، فهو فن وليس علم، ليس قواعد من 1-7 تطبقها فتصبح الساعة ملكاً لك، وتصبح أنت سيد الزمن، فربما يكفيك قاعدة واحدة، وربما لا تكفيك أي منها.

إدارة الوقت فن وليس علماً .. ليست 1+1 = 2 !

لي صديق يؤمن بمبدأ واحد، يكتب كل صباح على دفتر صغير كل المهام التي سيقوم بها هذا اليوم ولو كانت صغيرة، لا أعرف إن كان للون هذا الدفتر الأزرق سراً في إدارته للوقت، فهو لم يغير لونه منذ سنوات رغم تغيير دفتره، لكنني أعرف أنه مسيطر على وقته جيداً.

أما أنا، فالحمدلله أستطيع القول إنني أدير وقتي بفعالية مقبولة نوعاً ما، وأسلوبي هو الروتين، نعم الروتين في كثير من الأشياء، فمهما كانت الساعة التي أنام فيها فلا بد أن أستيقظ في نفس الوقت صباحاً، ولا بد من شرب قهوتي في وقت معين، واقرأ في نفس الوقت ولنفس المدة، وأشاهد فيلماً أسبوعياً في السينما في نفس اليوم والوقت تقريباً، وهذا الروتين هو الفن الخاص بي في إدارة الوقت.

دفتر أزرق في جعبة صديقي، وروتين يساعدني، وأنت عليك أن تبحث عن الفن الخاص بك في إدارة وقتك مستلهماً بعض القواعد لكن غير ملتزم بها، فصدقني كل ما تتخيل أنك تستطيع فعله، فهذا يعني أنه ممكن مهما اعتقدت أن الوقت ضيق، لكن المطلوب فقط ترتيب الأمور من أجله.


تابع الكاتب على الفيسبوك أو تويتر:





فيديو جميل من إبراهيم الفقي عن إدارة الوقت:

هناك تعليق واحد:

  1. و هذا يفسر بوضوح بعض مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في السيرة فبخلاف الخطاب العام المشترك بين جميع المسلمين (فروض،أوامر،نواهي...) فقد كان له صلى الله عليه وسلم نصائح و توجيهات, و تعامل يخص كل صحابي يختلف عن باقي أصحابه وهناك أمثلة كثيرة,كما ثبت عن بعض علماء السلف تغييرهم لبعض الفتاوى حسب طبيعة الشخص السائل فقد كانت لهم فراسة ورثوها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
    و لعل من أكبر المشاكل التي يعاني منها المسلمين في وقتنا الحاضر هو التشخيص المشترك لأناس مختلفين فتقريبا نتلقى كلنا نفس الخطاب الديني فما يعتبر دواء لأحمد قد يسبب ضررا لزيد و هكذا فإذا كانت إدارة الوقت تتطلب منا تعاملا خاص فما بالك بعلاقتنا بالله تعالى.
    فنحن الآن بحاجة إلى هؤلاء المنارات الشامخة ورثة الأنبياء خلفاء رسله في الأرض الذين يرون بنور الله لا حفظة الكتب علماء البترودولار و الحسابات السياسية الضيقة..

    ردحذف