محمد عواد - لقاء لطيف جمعني مع صديق عرفته منذ فترة طويلة عبر الانترنت، لم التقه في أرض الواقع إلا مؤخراً، تحدثنا عن مسيرة كل منا المهنية بالتفصيل، وعن التغييرات التي طرأت في كل عمل مررنا فيه.
لفت انتباهي لحظة أن حدثني عن ولعه وعشقه بما يقوم به من عمل إعلامي في مجال الرياضة، فقال لي "كنت الأخير على دفعتي في كلية الإعلام"، كرر الجملة بنوع من الفخر، مما جعلني أرتبك قليلاً، فهل صديقنا هذا يمزح أم ماذا؟ .. فكيف له أن يفخر بأنه الأخير في دفعته!
واصل الصديق ليشرح "لم يكن هناك أي دكتور في الجامعة يرى أن الإعلام الرياضي على أنه إعلام حقيقي، لكنني كنت مصمماً على تقديم كل التقارير التي يطلبونها من وحي عالم كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام، فنلت علامات متدنية فقط بسبب هذا العشق".
هذا الشاب واصل طريقه، وحقق نجاحات يعرفها كل من يستطيع تقدير القيمة الإعلامية، وربما يكون حالياً من أكثر الإعلاميين في المجال الرياضي تكاملاً، فحقق ما يريده، وأصر على طريقه، ليكون الأخير على دفعته وبكل فخر!
بعض الأحيان نرتكب خطأ فادحاً بالالتزام بقوانين المكان الذي ننتسب إليه، أقول بعض الأحيان، فقد نمتلك مواهب فائقة في مجال ما، وتقيدنا القوانين وتمنع مواهبنا من النمو فتقتلها.
فما زلت أذكر ذلك الطفل الذي كان يعرف الساعة من دون النظر إليها، كانت موهبة فيه، فأقنع خاله والدته بأن هذا قد يكون من مساعدة "الجن"، فأمروه وحاربوه حتى قتلوا هذه الموهبة!
ليس غريباً أن هذا الطفل لا يرتدي ساعة أبداً، وذلك حتى قبل عصر الموبايل، ففي داخله ساعة فطرية كبتوها وقتلوها، وليس غريباً أن ذلك الإعلامي الذي رفض القوانين لأنه يعرف ما في داخله من موهبة، حافظ على قدراته وتميزه، في حين ليس غريباً أن معظم الأذكياء الذي يلتزمون بالقوالب المفروضة عليهم يتحولون مع الزمن إلى عاديين!
تابع الكاتب على الفيسبوك أو تويتر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق