الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

ارفض الفكرة لا صاحبها


أحمد حاجبي - يُحكى في أدب الخلاف أن عليك أن تُحسن الظن بالطرف الآخر، ويحكى أيضاً أن له حقٌ عليك باحترام فكرته ..

وصلنا في سنواتنا التي نعيشها هذه إلى ذروة الاختلاف على جميع المستويات، ابتداءً بالرياضة وانتهاءً بالدين والسياسة، الكل يرى نفسه مثقفاً متديناً ويريد أن يثبت ذلك بغض النظر عن الطريقة والمبادئ الأخلاقيه، وعن النتائج !

قبل أسبوع تقريباً وضعت سؤالاً على صفحة (شعر وأدب – تأملات) في موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك "أيهما أصح ؟ تيممت بالماءِ أو بالماءُ أو بالماءَ" وهو سؤال عادي جداً. 

بنظرة واحدة فقط إلى التعليقات (التي حذف جزء منها للألفاظ التي تحتويها) ستجعلك تدرك حجم ما وصلنا له، وستدرك أيضاً مقدار اللاوعي الذي ننتهجه في كافة مسارات حياتنا.

من أصعب ما قد تواجهه أن تكون ناجحاً مبدعاً في مجتمعنا، فرغم اعتيادك النجاح والتعامل مع الآخرين، فإن حقيقة الاختلاف "الجاهلي" مزعجة، ومؤسفة ..

هل سألت نفسك يوماً بعيداً عن التعصب والعناد والكبرياء وما إلى غير ذلك، ماذا لو ؟ 

ماذا لو أنه على صواب وأنا المخطئ ؟! 

عندما تنظر إلى الفكرة بعيداً عن كل الموانع والحواجز التي بداخلك ربما ستتغير وجهة نظرك، وبالتأكيد ستظهر ملامح الأدب في الاختلاف لديك مع نفس الشخص، ربما لم تقتنع بفكرته هذه وربما ستساعدك وستقنعك فكرة أخرى له غير تلك، ستختلفان في نقطة وتجتمعان في كثير غيرها.

خلاصة الكلام بأن الواقع يدعونا إلى نبذ الخلاف الشخصي وهو ما نحن في أمس الحاجة له الآن، كل ما عليك فعله فقط أن ترفض الفكرة بأدب؛ وأن لا ترفض صاحبها ..   

تابع الكاتب على الفيسبوك:

تابع الكاتب على تويتر:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق