الأحد، 23 نوفمبر 2014

علمياً .. كيف يساعدك عمل الخير على النجاح؟


محمد عواد - تركز دورات تطوير الشخصية وتحقيق النجاح عادة على الشخص ذاته، وعلى ما يجب أن يفعله لتحقيق أهدافه، وتوجه جهوده ليعمل من أجل نفسه، وتهمل دوره تجاه الآخرين بشكل واضح.

وتركز الديانات الأخلاقية السماوية وغير السماوية على جانب التعويض الذي يلقاه فاعل الخير، سواء في الحياة الدنيا من توفيق رباني أو في الحياة الآخرة، وتجعل النتائج خارج سيطرة البشر، فهي مكافأة يمنحها الرب لفاعل الخير، ويكون تقديم الفكرة عادة بشكل يتسبب بإساءة البعض فهمه، فيعتقد أنه سيلقى المعجزات الخارقة للطبيعة عند عمله الخير.

لكن دراسات علمية حديثة تؤكد أن فعل الخير يؤدي إلى النجاح ما دامت نية الشخص فعل الخير فعلاً، و ذلك من خلال تأثير حقيقي ملموس على صاحب الخير.

ففي  كتاب "The Healing Power of Doing Good" للكاتب الان لوكس،  تم تقديم دراسة يعتبرها علماء النفس حسب المواقع المختصة إحدى أفضل الدراسات في أثر عمل الخير على صاحبه، حيث ضمت شارك فيها أكثر من 3000 متطوع و20 مؤسسة، وكانت خلاصة هذه الدراسة "إن مساعدة الأخرين تساعد على تحسين صحة فاعل الخير، وتحسن من الحالة النفسية والبدنية لمن يقوم به".

وتؤكد تلك الدراسة أن فعل الخير يخفف من التوتر لدى الإنسان، مما يعني التفكير بشكل أوضح، كما أنه يوفر طاقة الإنسان لأعمال أخرى تعود بالنفع عليه، وفي كل هذا فوائد مباشرة لأصحاب الأهداف في حياتهم، لا يعرف أهميتها إلا الساعين فعلاً لتحقيق شيء ما.

صورة غلاف الكتاب المذكور

أما موقع webmd والذي يعد أحد أكبر المواقع الطبية على مستوى العالم فيصف عمل الخير بالعلم المستقل بحد ذاته، ونقل عن دراسة تأكيدها أن المتطوعين لخدمة الآخرين أقل تعرضاً للأمراض من غيرهم بنسبة تقارب30%، كما كشف في تقرير خاص عن "علم عمل الخير" إلى تحسن في كيمياء الدماغ التي تساعد على توازن نفسي أفضل.

ويجب الانتباه إلى التوازن النفسي يساعد على بناء علاقات جيدة مع الناس من حولنا، ويساعدنا على تفكير أفضل بكل المشاكل التي تواجهنا، لتظهر من جديد قيمة عمل الخير "العلمية" للنجاح.

التوازن النفسي وحياة بتوتر منخفض تساعد كثيراً على النجاح
فاعلو الخير لأغراض دينية يجب عليهم توقع النجاح أيضاً، فالتفاؤل بقدوم شيء إيجابي يساعدهم على العمل من أجله، فهم يؤمنون بعدم إضاعة الله لأجر من أحسن عملا، وهذا يتفق بشكل مباشر مع قوانين في تطوير الذات مثل قانون الجذب، ويتفق أيضاً مع المفاهيم الدينية كالحديث النبوي  "أنا عند حسن ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني".

وعند التحدث مع أصدقاء معروف عنهم حب مساعدة الأخرين، فإنهم يؤكدون شعورهم بطاقة أعلى وحصولهم على يوم أفضل عند بدء يومهم بعمل جيد تجاه الناس، ولو كان ذلك العمل بسيطاً جداً ولا يحتوي على شيء مادي، ويجب التحذير هنا من أن هذا التأثير الإيجابي يكون فقط عند عمل الخير من أجل الخير، فلو بات عمل الخير من أجل النجاح، فهذه باتت تجارة وليس عمل خير، وسيفقد الموضوع قيمته الإيجابية ... لأن المسألة تتعلق بالخير وليس بك، المسألة تتعلق بنسيان أنك مركز الكون لدقائق !


تابع الكاتب على الفيسبوك أو تويتر:



هناك تعليقان (2):

  1. اتفق معك اخي حقا عمل الخير يمنحك شعورا بسعادة لا توصف لكن مع الاسف احيانا نشعر بان عملنا للخير دائما ما يقابله شر من الاخرين و هذا ما يفقدنا الحماسة لفعل الخير

    ردحذف