محمد عواد - يقول أينشتاين : "أولئك الذين لم يرتكبوا خطأ في حياتهم لم يجربوا أشياء جديدة"، تلك المقولة تبدو جميلة ومواسية لمن يرتكبون الأخطاء، لكنها تصبح شماعة إن لم نضف عليها مقولة رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرتشل : "جميع الأشخاص يرتكبون الأخطاء لكن الحكماء من يتعلمون منها".
ويضيف لنا قائلاً "وجه أستاذي آنذاك عند تصحيح الأوراق ما زال خالدا في ذاكرتي، فقد خيبت أمله بقدر ما خيبت الأمل بنفسي، فعيونه مندهشة لا تصدق أن الاسم المكتوب على الورقة يعود لمن كتب تلك الكلمات، ولكنه لم يدرك أنني جئت إلى ذلك الامتحان كطاووس نافشاً ريشه، ليخرج منه كطير تم وضعه في الماء لساعات."
تعلم هذا الصديق من ذلك الدرس، أصبح متواضعاً أمام الاختبارات مهما كانت سهولتها، وأثر ذلك على شيء من شخصيته، فكان دوماً قليل الأخطاء، لأن وجه استاذه المندهش خيبة ما زال عالقاً في ذهنه، فبات ذلك الخطأ الذي أحرجه أمام زملائه نعمة حقيقية، وإن كان في صغره، لكنه تعلم منه.
ذلك الخطأ نعمة، لكن هناك من يروي حكايات أخطاء يكررها، يتسرع بردة فعله، أو يهمل بالتحضير لشيء، وربما يستسلم للإحباط مرة تلو مرة، فيتفاجأ أنه لو صمد قليلاً لحصد ما كان يريده، والمشكلة تصبح عندما يتكرر هذا الخطأ عدة مرات ... فنخرج من دائرة الحكمة إلى السذاجة، ويصبح معها الخطا نقمة.
الندم على الخطأ واجب، ولا تصدق من يقول لك غير ذلك، والاعتراف بالتقصير والفشل واجب أيضاً، فتناسى من يتلاعبون بالألفاظ ويقولون لك لا شيء هناك اسمه فشل، لكن هذا الندم وهذا الاعتراف يجب أن يكونا بمثابة الوقود لإشعال محرك التعلم والخط الأحمر الذي يمنعك من تكراره.
تابع الكاتب على الفيسبوك أو تويتر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق